تاريخ محافظة اللاذقية
في منطقة ستمرخو،على بعد 10 كم شرق مدينة اللاذقية،اكتشفت آثار لأقدم إنسان عاقل في العالم،خارج القارة الافريقية،وهي أدوات حجرية مصنوعة من الصوان على شكل فأس له قبضة مستديرة و حدان و رأس مدبب،تعود إلى مليون سنة تقريباًَ، كما اكتشفت آثار للإنسان العاقل تعود إلى سبعممائة ألف سنة في موقع الشيخ محمد (قرب الشير) و في موقع بكسا،وهي أدوات تشبه أدوات موقع ستمرخو و لكنها أكثر تطوراً،و عثر في مواقع الشير و الهنادي و الخلالي على أدوات تعود إلى حوالي ثلاثمائة ألف سنة،تشبه الأدوات السابقة لكنها أكثر تطوراً و دقة في الصنع،و تم الكشف في هذه المواقع على إنسان النياندرتال (100000-35000 سنة قبل الميلاد) و آثار تعود إلى 35000 ستة و حتى 12000 سنة قبل الميلاد.
تدل المكتشفات الأثرية،أن الانتقال من مرحلة الجمع و الالتقاط و الصيد إلى مرحلة تدجين الحيوانات و الزراعة ،في منطقة اللاذقية الحالية ،بدأمنذ الألف السابع قبل الميلاد. ففي السويات الدنيا في تل رأس الشمرة،كشفت التنقيبات الأثريةعن معالم قرية قديمة تعود للعصر الحجري الوسيط (الألف السابع قبل الميلاد) و العصر الحجري الحديث (الألف السادس و الألف الخامس قبل الميلاد) و أظهرت هذه الاكتشافات أن سكان هذه المستوطنة عرفوا تدجين الحيوان و الزراعة و بناء البيوت من الحجارة و الطين و أغصان الأشجار،كما أقاموا التحصينات و استخدموا الأواني الفخارية،و حسب (كلودشيفر) فإن دراسة الأدوات الأثرية التي اكتشفت في رأس الشمرة توحي بأن سكان المنطقة قد انحدروا من المنطقة الشمالية للهلال الخصيب، و الفخار المكتشف في السويات الدنيا يدل على أنه كان هناك اتصال بين هذا الساحل و بين سوريا الشمالية.
كما دلت الاكتشافات الأثرية في تل سوكاس،أن الحياة السكنية تعود في هذا التل إلى الألف السادس قبل الميلاد،و استخدم سكان سوكاس في ذلك الزمن أحجار السيليكس في صنع أدواتهم،و طحنوا حبوبهم بمطاحن من حجر البازلت،و استخدموا أواني من الحجر الكلسي و الغضار ،و في الطبقات السفلى من تل داروك (قرب مصب نهر السن) عثر على خزف يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
بشكل عام تظهر آثار تعود للألف الرابع قبل الميلاد في أماكن متفرقة من المحافظة أهمها : رأس الشمرة - دمسرخو - قلعة الروس - تل برسونة - نهر السن .
في العصر البرونزي القديم (3000-2150 ق.م) أي في بداية العصور التاريخية،قدم الكنعانيون الذين توزعوا على طول الساحل السوري من صحراء سيناء جنوباً حتى جبل الأقرع (صفون) شمالاً،و شكلوا ممالك مدن متعددة، و نرى في هذه الفترة اتساع كبير في الاستيطان في منطقة محافظة اللاذقية الحالية،حيث نجد آثاره في تلال مختلفة من المحافظة،أهمها : تل رأس البسيط- تل وادي قنديل- تل نهر العرب- تل رأس الشمرا- موقع ابن هاني- راميتا (اللاذقية حالياً)- تل الروس (شمال جبلة)- تل سيانو- تل سوكاس- تل الداروك.
و هناك عدد من الوثائق و النصوص،خلال الألف الثالث ق.م،تأتينا من المصادر الأكادية و الآشورية و المصرية و نصوص إيبلا. فقد دلت النصوص الأكادية،التي تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد،على علاقات اقتصادية بين الساحل السوري و(آكاد) و(لاجاش) و(نيبور)،و هناك مجموعة نصوص تتعلق بالبضائع المستوردة،بما فيها البضائع القادمة من مرافئ الساحل السوري و جباله عبر نهر الفرات،و الثابت أن توسع مملكة أكاد طال سوريا حتى الساحل، و يذكر شاروكين الأكادي،مدينة (يرموتي) و هي راميتا،أي اللاذقية القديمة،في سياق حديثه عن حملته إلى (غابة الأرز) و (جبال المعدن الثمين) و يقصد بها سلسلة الجبال الساحلية في سوريا و لبنان،كما وردت نصوص على لسان شاروكين و خليفته (نا رام سين) أن سلتطهم امتدت من البحر الأدنى (الخليج العربي) حتى البحر الأعلى (البحر المتوسط) ،كما أظهرت نصوص إيبلا و نقوش أوغاريت و أرواد أن العلاقات الاقتصادية كانت كبيرة بين مصر و الساحل السوري خلال عهد السلالة المصرية السادسة،أي في أواسط الألف الثالث قبل الميلاد،و أن موانئ المنطقة كانت تشحن البضائع من سوريا إلى مصر و بالعكس.
في أواخر الألف الثالث و أوائل الألف الثاني قبل الميلاد،وصلت جماعات بشرية جديدة إلى الساحل السوري،و سمى علماء الآثار و المؤرخون هذه الجماعات باسم (العموريون) ،و هذه الجماعات قدمت من البادية السورية نتيجة موجات من الجفاف و زيادة كبيرة بالسكان في البادية،فلم تعد تستطيع مواردها تأمين حياتهم،مما دفعهم للهجرة إلى الأماكن الأكثر خصوبة و أمطاراً،أي في اتجاه بلاد الرافدين و شمال و غرب سوريا أسس العموريون عدة ممالك على الساحل السوري( أطلق عليهم اليونانيون فيما بعد اسم الفينيقيين) وفي هذه الممالك مملكة أوغاريت والتي استمرت منذ بداية القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد( 1182ق.م) . و شملت هذه المملكة محافظة اللاذقية الحالية تقريبا إذ امتدت من جبل الأقرع (صفوان) شمالا وحتى نهر السن جنوبا . و كانت عاصمتها في منطقة رأس الشمرة الحالية وضمت عدد من المدن الصغيرة ,والوثائق الاوغاريتية التي ترجمت حتى الآن ذكرت حوالي ( 350) اسما للقرى والمزارع التي كانت تابعة لهذه المملكة.
تظهر لنا الوثائق و النصوص التاريخية التي اكتشفت , في تل العمارنة بحمص وعدد من المواقع التاريخية في بلاد الرافدين وسورية , إن اوغاريت شكلت في تلك الفترة مركزا تجاريا إقليميا ودوليا بين عالم البحر المتوسط ومصر وسوريا وبلاد الرافدين , وفي هذه الفترة تم اختراع أقدم أبجدية في التاريخ عرفت حتى الآن .
في بداية الألف الأول قبل الميلاد انتقل مركز المنطقة من اوغاريت شمالا إلى أرواد جنوبا وأصبحت أرواد أهم المراكز في منطقة الساحل السوري حاليا وتمكنت مملكة أرواد من فرض سيطرتها على المدن القائمة في الساحل السوري , ووصلت سيطرتها حتى منطقة سيهون( قلعة صلاح الدين الأيوبي حاليا ) .
وبشكل عام فقدت الممالك الفينيقية على الساحل السوري استقلالها خلال الألف الأول قبل الميلاد وخضعت المنطقة للدولة الآشورية ( 887ق.م) ثم للدولة البابلية عام ( 608ق.م) وبسقوط بابل في يد الفرس عام 539ق.م أصبحت المنطقة تحت الحكم الفارسي . وعرفت اللاذقية تحت حكم الفرس بأسم (مازابدا او مزبدا) وحملت أيضا اسم (لوكي اكتي ) , وظلت خاضعة للحكم الفارسي حتى الاحتلال اليوناني
لسوريا عام 333 ق.م على يد الاسكندر المقدوني , الذي خلفه في حكم سوريا القائد (سلوقس نيكاتور).
و حوالي عام 300ق.م بني سلوقس في المكان الذي كانت تحتله مدينة راميتا , مدينة اسماها (لاوزيكيا او لاوديكبيا ) تيمنا باسم والدته .
في منطقة ستمرخو،على بعد 10 كم شرق مدينة اللاذقية،اكتشفت آثار لأقدم إنسان عاقل في العالم،خارج القارة الافريقية،وهي أدوات حجرية مصنوعة من الصوان على شكل فأس له قبضة مستديرة و حدان و رأس مدبب،تعود إلى مليون سنة تقريباًَ، كما اكتشفت آثار للإنسان العاقل تعود إلى سبعممائة ألف سنة في موقع الشيخ محمد (قرب الشير) و في موقع بكسا،وهي أدوات تشبه أدوات موقع ستمرخو و لكنها أكثر تطوراً،و عثر في مواقع الشير و الهنادي و الخلالي على أدوات تعود إلى حوالي ثلاثمائة ألف سنة،تشبه الأدوات السابقة لكنها أكثر تطوراً و دقة في الصنع،و تم الكشف في هذه المواقع على إنسان النياندرتال (100000-35000 سنة قبل الميلاد) و آثار تعود إلى 35000 ستة و حتى 12000 سنة قبل الميلاد.
تدل المكتشفات الأثرية،أن الانتقال من مرحلة الجمع و الالتقاط و الصيد إلى مرحلة تدجين الحيوانات و الزراعة ،في منطقة اللاذقية الحالية ،بدأمنذ الألف السابع قبل الميلاد. ففي السويات الدنيا في تل رأس الشمرة،كشفت التنقيبات الأثريةعن معالم قرية قديمة تعود للعصر الحجري الوسيط (الألف السابع قبل الميلاد) و العصر الحجري الحديث (الألف السادس و الألف الخامس قبل الميلاد) و أظهرت هذه الاكتشافات أن سكان هذه المستوطنة عرفوا تدجين الحيوان و الزراعة و بناء البيوت من الحجارة و الطين و أغصان الأشجار،كما أقاموا التحصينات و استخدموا الأواني الفخارية،و حسب (كلودشيفر) فإن دراسة الأدوات الأثرية التي اكتشفت في رأس الشمرة توحي بأن سكان المنطقة قد انحدروا من المنطقة الشمالية للهلال الخصيب، و الفخار المكتشف في السويات الدنيا يدل على أنه كان هناك اتصال بين هذا الساحل و بين سوريا الشمالية.
كما دلت الاكتشافات الأثرية في تل سوكاس،أن الحياة السكنية تعود في هذا التل إلى الألف السادس قبل الميلاد،و استخدم سكان سوكاس في ذلك الزمن أحجار السيليكس في صنع أدواتهم،و طحنوا حبوبهم بمطاحن من حجر البازلت،و استخدموا أواني من الحجر الكلسي و الغضار ،و في الطبقات السفلى من تل داروك (قرب مصب نهر السن) عثر على خزف يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد.
بشكل عام تظهر آثار تعود للألف الرابع قبل الميلاد في أماكن متفرقة من المحافظة أهمها : رأس الشمرة - دمسرخو - قلعة الروس - تل برسونة - نهر السن .
في العصر البرونزي القديم (3000-2150 ق.م) أي في بداية العصور التاريخية،قدم الكنعانيون الذين توزعوا على طول الساحل السوري من صحراء سيناء جنوباً حتى جبل الأقرع (صفون) شمالاً،و شكلوا ممالك مدن متعددة، و نرى في هذه الفترة اتساع كبير في الاستيطان في منطقة محافظة اللاذقية الحالية،حيث نجد آثاره في تلال مختلفة من المحافظة،أهمها : تل رأس البسيط- تل وادي قنديل- تل نهر العرب- تل رأس الشمرا- موقع ابن هاني- راميتا (اللاذقية حالياً)- تل الروس (شمال جبلة)- تل سيانو- تل سوكاس- تل الداروك.
و هناك عدد من الوثائق و النصوص،خلال الألف الثالث ق.م،تأتينا من المصادر الأكادية و الآشورية و المصرية و نصوص إيبلا. فقد دلت النصوص الأكادية،التي تعود إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد،على علاقات اقتصادية بين الساحل السوري و(آكاد) و(لاجاش) و(نيبور)،و هناك مجموعة نصوص تتعلق بالبضائع المستوردة،بما فيها البضائع القادمة من مرافئ الساحل السوري و جباله عبر نهر الفرات،و الثابت أن توسع مملكة أكاد طال سوريا حتى الساحل، و يذكر شاروكين الأكادي،مدينة (يرموتي) و هي راميتا،أي اللاذقية القديمة،في سياق حديثه عن حملته إلى (غابة الأرز) و (جبال المعدن الثمين) و يقصد بها سلسلة الجبال الساحلية في سوريا و لبنان،كما وردت نصوص على لسان شاروكين و خليفته (نا رام سين) أن سلتطهم امتدت من البحر الأدنى (الخليج العربي) حتى البحر الأعلى (البحر المتوسط) ،كما أظهرت نصوص إيبلا و نقوش أوغاريت و أرواد أن العلاقات الاقتصادية كانت كبيرة بين مصر و الساحل السوري خلال عهد السلالة المصرية السادسة،أي في أواسط الألف الثالث قبل الميلاد،و أن موانئ المنطقة كانت تشحن البضائع من سوريا إلى مصر و بالعكس.
في أواخر الألف الثالث و أوائل الألف الثاني قبل الميلاد،وصلت جماعات بشرية جديدة إلى الساحل السوري،و سمى علماء الآثار و المؤرخون هذه الجماعات باسم (العموريون) ،و هذه الجماعات قدمت من البادية السورية نتيجة موجات من الجفاف و زيادة كبيرة بالسكان في البادية،فلم تعد تستطيع مواردها تأمين حياتهم،مما دفعهم للهجرة إلى الأماكن الأكثر خصوبة و أمطاراً،أي في اتجاه بلاد الرافدين و شمال و غرب سوريا أسس العموريون عدة ممالك على الساحل السوري( أطلق عليهم اليونانيون فيما بعد اسم الفينيقيين) وفي هذه الممالك مملكة أوغاريت والتي استمرت منذ بداية القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد( 1182ق.م) . و شملت هذه المملكة محافظة اللاذقية الحالية تقريبا إذ امتدت من جبل الأقرع (صفوان) شمالا وحتى نهر السن جنوبا . و كانت عاصمتها في منطقة رأس الشمرة الحالية وضمت عدد من المدن الصغيرة ,والوثائق الاوغاريتية التي ترجمت حتى الآن ذكرت حوالي ( 350) اسما للقرى والمزارع التي كانت تابعة لهذه المملكة.
تظهر لنا الوثائق و النصوص التاريخية التي اكتشفت , في تل العمارنة بحمص وعدد من المواقع التاريخية في بلاد الرافدين وسورية , إن اوغاريت شكلت في تلك الفترة مركزا تجاريا إقليميا ودوليا بين عالم البحر المتوسط ومصر وسوريا وبلاد الرافدين , وفي هذه الفترة تم اختراع أقدم أبجدية في التاريخ عرفت حتى الآن .
في بداية الألف الأول قبل الميلاد انتقل مركز المنطقة من اوغاريت شمالا إلى أرواد جنوبا وأصبحت أرواد أهم المراكز في منطقة الساحل السوري حاليا وتمكنت مملكة أرواد من فرض سيطرتها على المدن القائمة في الساحل السوري , ووصلت سيطرتها حتى منطقة سيهون( قلعة صلاح الدين الأيوبي حاليا ) .
وبشكل عام فقدت الممالك الفينيقية على الساحل السوري استقلالها خلال الألف الأول قبل الميلاد وخضعت المنطقة للدولة الآشورية ( 887ق.م) ثم للدولة البابلية عام ( 608ق.م) وبسقوط بابل في يد الفرس عام 539ق.م أصبحت المنطقة تحت الحكم الفارسي . وعرفت اللاذقية تحت حكم الفرس بأسم (مازابدا او مزبدا) وحملت أيضا اسم (لوكي اكتي ) , وظلت خاضعة للحكم الفارسي حتى الاحتلال اليوناني
لسوريا عام 333 ق.م على يد الاسكندر المقدوني , الذي خلفه في حكم سوريا القائد (سلوقس نيكاتور).
و حوالي عام 300ق.م بني سلوقس في المكان الذي كانت تحتله مدينة راميتا , مدينة اسماها (لاوزيكيا او لاوديكبيا ) تيمنا باسم والدته .